يمكن تحميل المحاضرة مفرغة ومنسقة من المرفقات
تفريغ المحاضرة
شروط وأخلاقيات الباحث:
1- الشروط المتعلقة بشخصيته
2-الشروط المتعلقة بالجانب العلمي .
3- أخلاقيات الباحث .
4-الأمانة العلمية – والاعتناء بالحواشي .
5-خلق الإنصاف والعدل ، والصبر .
6- مظان جمع المادة
7-إرشادات أثناء جمع وتصنيف المادة .
8- الاعتناء يلغة البحث
أولاً : الشروط المتعلقة بشخصيته
1- أن يكون بالغا عاقلا ، وذلك لأن غير البالغ غير مكتمل القوى العقلية .
القول الثاني : أن الاجتهاد من غير البالغ متصور أما العقل فلا بد منه لأنه مناط التكليف
والمقصود أن يكون طالب العلم الباحث سليم الإدرك ، خاليا من العيوب التي تشين العقل وتنقصه كالجنون والعته والسفه .
2- أن يكون مؤمنا بشريعة الإسلام .
القون الثاني : هناك من جوز اجتهاد الكافر ، فرد عليه الشيخ عبد الله دراز بقوله : وما ثمرة اجتهاد الكافر : هل يقلده المسلمون فيما استنبطه من الأحكام الشرعية ، وهذا غير معقول ، أم يعمل هو بها ،وهذا لا يعنينا ولا يعد اجتهادا في الشريعة ،. ومقتضى هذه الدعوى تجويز اجتهادات المستشرقين من أعداء الإسلام ، المنكرين لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ،وهذا باطل يقينا .
3- أن يكون فقيه النفس : شديد الفهم بالطبع لمقاصد الكلام ، أي يكون له استعداد فطري يؤهله للاجتهاد . ويستعد لذلك بحفظ مذهب إمامه ، ومعرفته بأدلته ، والقيام بتقريرها ، وبنصرته ، يصور ، ويحرر ، ويمهد ويقرر، ويزيف، ويرجح . فلا يشترط أن يبلغ مبلغ العلماء المبرزين حافظي المذاهب أو المجتهدين ، ولا الذين ارتاضوا على التخريج والاستنباط، فلا بأس بأقل من ذلك .
4- أن يكون عدلا ، يجتنب الكبائر ، ويتقي الصغائر في غالب أحواله . أو أن تكون له ملكه تحمله على ملازمة التقوى والمروءة، أي اجتناب الشرك والفسق والبدعة. مأمونا في دينه موثوقا في فضله .
سؤال اختبار : كيف يصل طالب العلم إلى مرتبة فقيه النفس ؟
الجواب /
أ-لا يفتي في النوازل إلا من تمرس عل أقوال العلماء ، وتبحر في دراسات اجتهادات من سبقه .
ب-أن يعرف مواقع الإجماع والاختلاف ، ويتمرس على المقارنة بين الأقاويل .
ج-الذي يداوم على ثني الركب بين يدي الأساتذة المتبحرين في علم الشرع .
د- جميع ما سبق .
هـ - لا شيء مما سبق .
ثانيا : الشروط المتعلقة بالجانب العلمي
1- معرفة قدر صالح من اللغة.
2- العلم بالمدارك المثمرة للأحكام ، أي مصادر التشريع وأدلته ،
أ-فما يتعلق بالأحكام من القرآن قدره بعضهم بخمسمائة آية ، وقيل تسعمائة ، وقيل ثلاثمائة ، وقيل أكثر. لكن بدلالة الالتزام لا يخلو شيء من القرآن عن حكم شرعي يستنبط منه .
3- معرفة تفسير القرآن ، وبخاصة ما يتعلق بالأحكام . معرفة تحيط بما حولها من أخبار ، وما كان موقف الصحابة المعتبرين منها ، وما الذي فهموه منها .
4- السنة : والشرط فيها أن يعلم متونها ومعانيها وأطرافها وأسانيدها . بأن يعلم متواترها ومشهورها ، وآحدها ، والسند الذي رويت به ، وحال الرواة ، وقوة الحديث ، بأن يعرف الصحيح والحسن والضعيف ، والمتصل ، والمرسل ، والمنقطع ، ولا يشترط أن يكشف عن ذلك بنفسه ، بل يكفي فيه الأخص من أولي الشأن .
5-معرفته بمواقع الإجماع ، حتى لا يأتي بحكم مخالف له ، ولا يلزم أن يحفظ جميع مواقع الإجماع والخلاف ، بل عليه أن يعلم في كل مسألة يجتهد فيها أن اجتهاده فيها ليس مخالفا للإجماع .
سؤال اختبار : كيف تخرج هذين الحديثين في موضوع البحوث الفقهية:
1-ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله .
2- ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه .
الجواب /
أ-أستفيد من مثل الدرر السنية ، ويكفي أن أكتب في الحاشة : الأول أخرجه مسلم برقم (2700) ، والثاني أصحاب السنن : الترمذي (2380) ، . .
ب-إذا أخرجته من الدرر السنية أو المكتبة الشاملة لا بد أن أرجع إلى الأصل ، وأكتب الكتاب والباب ، مع رقم الحديث .
ج- أبحثه بنفسي فأعرف سنده ورجاله ، وأتتبع توثيق الموثقين لهم أو تضعيفهم .
د- جميع ما سبق .
هـ - لا شيء مما سبق .
ثالثاً: أخلاقيات الباحث
أولا : سعة الاطلاع .
حتى إذا مر على الباحث مصطلح يستطيع أن يرده إلى مضانه .
فيدرك الباحث أن هذا المصطلح لغوي ، أو تاريخي ، جغرافي ، . . أو ربما مصطلح أجنبي .
ثانيا : امتلاك أدوات البحث . سيأتي التفصيل فيه
ثالثا : الشخصية الناقدة critical thinking .
رابعاً : الملاءة العلمية ، أي أن يستطيع الباحث أن يبحث المسألة في أكثر من مجال .
وضرب أحد الأساتذة مثالا . وهو لو بحثت ( مدى إمكانية الاستدلال بالحديث الضعيف) .
فهنا تحتاج أن تكون لديك القدرة والمكنة الكافية أن تدرس المسألة في التخصصين ، أي أن تبحث المسألة من وجهة تصور علماء الحديث ، ما معنى الحديث الضعيف ، ودرجاته .
ومن وجهة نظر الفقهاء وعلماء أصول الفقه ، متى يمكن أن يستدل بالحديث الضعيف .
إمكانيات أخرى :
بعض المواضع قد تحاج إلى زيارات ميدانية ، فلو تبحث مسألة خاصة بالبنوك فقد تحتاج زيارة البنوك مثلا ، أو كان بعض المصادر أجنبية فتحاج أن تكون لديك القدرة على القراءة من الصادر الأجنبية ، أو الحصول عليها مترجمة ترجمة متقنة . وبعض المسائل تحتاج أن تسافر إلى مظانها ، فالبحث في مسائل الحج يحتاج إلى السفر إلى المناسك مثلاً وممارسة المناسك . وهكذا .
أو ربما احتاج موضوعك لإلمام بعلم معين كعلم الإحصاء .
ولو احتجت لقراءة مخطوط ، فقد تحتاج لعلوم كثيرة . وسوف يأتي أن تحقيق المخطوط يسبق الاستفادة منه
رابعاً : الأمانة العلمية – والاعتناء بالحواشي
الضابط التعبدي : فريد الأنصاري صاحب كتاب أبجديات البحث العلمي ذكر هذا الشرط ، وسماه ضابطا ، وقال : إن علماءنا يبتدئون مؤلفاتهم بحديث (إنما الإعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى) . قال : وهذا الضابط يضبط جميع ما سوف يأتي من الأمانة ودقة النقل ، وعدم السرقة النقل دون توثيق إلى غير ذلك .
وتتجلى في :
1- الدقة في عزو الأقوال . فلا تأخذ المذهب الشافعي من كتب الحنابلة ، ولا أقوال الإمام الشافعي من خارج كتبه إن كان بالإمكان أن تتطلع على قوله في أحد كتبه كالأم أو الرسالة أو غيرهما .
2- ومن الأمانة التوثيق ، فلا تستطرد دون توثيق . فما في بحثك إما أن يكون من قولك أو من منقولك ، فوثق ما كان من منقولك .
وأحسن صياغة ما كان من قولك .
3- الدقة والأمانة في عزو الأدلة كذلك .
وضرب أحد المشايخ مثلا فيما لو كان في المسألة للشافعية والحنابلة قول ، وللمالكية والحنفية القول الآخر . فلا يصح أن تقول استدل الفريق الثاني بمفهوم المخالفة ، لأن الحنفية لا يقولون بمفهوم المخالفة ، وإنما من الدقة والأمانة أن تقول استدل المالكية من الفريق الثاني بمفهوم المخالفة . فهذا من الفقه بأصول المذاهب . وأيضا من الفقه في علم أصول الفقه .
* ومن الأمانة إن وجدت لهم دليلا فاذكر دليلهم ، وإن لم تجد لهم دليلا فلا تأتي بدليل لهم من عندك . فقد تأتي لهم بدليل ضعيف عندهم أو ليس منضبطا على أصولهم . فلا يرضونه .
4- من الأمانة أن تبين جهة الاستفادة ، دقة عزو أي فائدة مهما دقت .
فمهما استفدت دليلاً أو قولاً من مكان فاعزه إلى مكانه وإلى صاحبه .
قال الشاعر الجاهلي :
ونص الحديث إلى أهله فإن الأمانة في نصه .
فلا تظن أن العزو استفاده المسلمون من الغرب . وإنما المسلمون كانوا يؤكدون على أهمية العزو . بل إن علم الإسناد والرواية يؤكد على أهمية عزو الأقوال لأصحابها .
خامسا : خلق الإنصاف والعدل ، والصبر
1- إنصاف المخالف ، فلا تبالغ في إسقاط قوله . ولهذا يستعمل العلماء لفظ الترجيح وهي كلمة لطيفة ، معناه أن القول الآخر فيه قوة لكن الأقوى لدى الصنف أو الباحث ما رجحه بدليله . وهناك كتب باسم التعارض والترجيح .
2- التجرد مع الأدلة . فإذا واجهت دليلا قويا فعليك أن تنص على أنه قوي ، والدليل الضعيف تنص على أنه ضعيف .
3- لا تقسو في العبارة ، وإنما تلطف وأعط المخالف فرصه .
الصبر :
وتجنب الضجر والملل ، فالضجر يؤدى إلى القصور في استقصاء الأدلة ، أو حسن صياغة المتن .
سؤال اختبار : ما هي السرقة العلمية ؟
الجواب /
أ-أن تأخذ الفكرة وتعيد صياغتها ، وإن عزوتها في الحاشية .
ب-أن تنقل نص غيرك دون إحالة ولا توثيق لمصدر الأخذ .
ج- أن ينقل الباحث كلام غيره بالنص دون إعادة صياغته .
د- جميع ما سبق .
هـ - لا شيء مما سبق .
سادسا : مضان جمع المادة
1-أستفيدوا من تصنيف ديوي للمكتبات ، نستفيد منها سرعة الوصول للمصادر
2-المكتبة الشاملة ، وزيادات ملكتبة المسجد النبوي وغيرها . الشاملة تنزلها . ما يقرب من 12 ألف كتاب . مع أيقونة بحث فيها . وكل شهرين ثلاثة يتم تحديثه .
3-Google الباحث العلمي .
4-وهناك أيقونات بحثية أشمل من google يمكن الوصول إليها بسؤال أهل الخبرة . (مكتبة النور) هذه ممكن تنزل pdf.
5-وهناك ما يسمى المكانز .
6-الفهارس والكشافات والموسوعات العلمية
7-سؤال أهل التخصص
سابعاً : إرشادات أثناء جمع وتصنيف المادة
1-أستفيدوا من فكرة الجداول
2-ومن الخرائط الذهنية
3- واسترشدوا بأسئلة البحث وإشكالاته
4-قد تحتاج بعد وضوح المادة أكثر إلى تصحيح خطة بحثك
5-ا بد من وضوح شخصية الباحث في بحثه وذلك من ترجيحاته ومناقشاته ، والإشارة إلى أنه هو الذي ناقش ورجح بين المذاهب والأقوال ، وسبب ترجيحاته .
6-قد تنقطع في مبحث معين ، فلا بأس أن تتركه وتنتقل إلى غيره ، ثم تعود لإكمال هذا الموضع في وقت لاحق عندما تجد المعلومات الكافية فيه .
ثامناً : الاعتناء بلغة البحث
تحتاج لكثرة قراءة ، وسوف تحتاج لاختيار المفردات الجميلة غير المتنافرة وأن تزين بحثك بشيء من لغة الأدب ، لكن دون مغادرة المنهج العلمي ، مع الحذر من خيالات الأدباء .
اختيار المترادفات الأسهل والأوضح ، وتجنب وعورة الألفاظ ، ونوع الروابط ، فلا تستعمل مثلا كثيرا (بما أن ) ، أو كذلك .
كذلك الحذر من المسائل التي كثر فيها اللغط والأخذ والرد ، وإن كنت مقتنعاً بصحتها ، وذلك مثل ختان المرأة . ورضاع الكبير ، فقد قال الله تعالى : (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) قال النبي صلى الله وسلم لعائشة رضي الله عنها : لَوْلَا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ - قَالَ ابنُ الزُّبَيْرِ - بكُفْرٍ، لَنَقَضْتُ الكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ: بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ وبَابٌ يَخْرُجُونَ فَفَعَلَهُ ابنُ الزُّبَيْرِ. البخاري (126) . وهذا يدخل ضمن قاعدة سد الذرائع .