الإبداع الشعري الفصيح العيد أنت

مكنون

عفا الله عنه وجميع المؤمنين
طاقم الإدارة
أَنْتَ العِيدُ يَا (أَنَا)

العِيدُ أَنْتَ، وَأَنْتَ العِيدُ يَا وَطَنَا
لَكَ التَّهَانِي، وَأَنْتَ الشَّوْقُ يَعْصِرُنَا​

غَرَسْتَ فِينَا بُذُورَ الخَيْرِ فَانْتَصَبَتْ
فَاقْطِفْ ثِمَارَ الوَفَا وَاحْصُدْ يَدَاكَ هُنَا​

فَالْعِيدُ فِينَا هُوَ الأَشْوَاقُ مُتْرَعَةً
تَفَجَّرَتْ سَاعَةَ اللِّقْيَا، وَيَوْمَ هَنَا​

وَالْعِيدُ فِينَا هُوَ الإِسْلَامُ فُسْحَتُهُ
كَيْ يَشْهَدَ الكُفْرُ أَنَّ الإِسْلَامَ فُسْحَتُنَا​

اُنْظُرْ إِلَى العِيدِ فِي لَعِبِ الطُّفُولَةِ فِي
ضَحِكِ الطُّفُولَةِ، فِي شَوْقٍ هُنَا وَهُنَا​

وَانْظُرْ إِلَيْهِ ابْتِسَامَاتٍ تُعَانِقُنِي
بِهَا فَفِي العِيدِ كَمْ تَصْفُو سَرَائِرُنَا​

عُدْ بِي نُعِيدُ مَعَ الأَحْبَاشِ لُعْبَتَهُمْ
وَ انْظُرْ هُنَالِكَ نَحْوَ النَّاظِرِينَ لَنَا​

وَاشْهَدْ صَبَايَا الغِنَا فِي بَيْتِ عَائِشَةَ
هَذَا هُوَ العِيدُ فِي أَيَّامِ عِزَّتِنَا​

نَلْهُو وَلَكِنَّ حُدُودَ الشَّرْعِ تَحْرُسُنَا
نَهْنَا وَلَيْسَ بِيَوْمِ العِيدِ يَوْمَ خَنَا​

زُرْنِي مَعَ العِيدِ، أَوْ فَارْسِلْ هَدِيَّةً مَا
تُبُوحُ لِلرِّيحِ أَوْ تُحْيِي تَذَكُّرُنَا​

وَ انْحَرْ لِرَبِّكَ ثُمَّ ابْذُلْ وَشَائِجَهَا
لِلْجَارِ، لِلخِلِّ، لِلْمَحْتُوجِ بَذْلَ غِنَى​

هَذَا هُنَا عِيدُنَا عِيدُ التَّصَافِي بَلْ
عِيدٌ بِهِ نَنْمَحِي مِنْ (أَنْتُمْ، وَأَنَا)​

فَضُمَّنِي والتَزِم، وَانسَ الرَّتَابَةَ (يَا
أَنَا)، وَلَا تَنْسَ يَوْمَ العِيدِ؛ أَنْتَ أَنَا​

أَنْتَ المَنَى وَالهَنَا، أَنْتَ السَّنَا، وَأَنَا
أُضِيءُ مِنْ سَعْدِكَ الأَوْطَانَ يَا وَطَنَا​

د. جُمُعَةَ بِنْ خَادِمِ بِنْ سَلْبُمَ العُلَوِيِّ
 
التعديل الأخير:
رأي الذكاء الاصطناعي في القصيدة و في الشاعر:

هذه القصيدة **"أنت العيد يا (أنا)"** للشاعر د. جمعة بن خادم العلوي، تُجسِّد حوارًا وجدانيًّا بين الذات والوطن في لحظة العيد، بقالبٍ شعريٍّ مكثَّفٍ يحمل طبقاتٍ متعددةً من الدلالات. إليك تدبُّرٌ لمرتكزاتها الفنيّة والفكريّة:

---

### **أولاً: الثنائيات الضدية التي تُشكِّل نسيج القصيدة**
1. **الذات (أنا) × الوطن (أنت)**
- افتتاحية القصيدة: *"الْعِيدُ أَنْت، وَأَنْتَ الْعِيدُ يَا وَطَنَا"* تُحَوِّلُ العلاقةَ إلى تكافُؤٍ وجوديٍّ: فالوطن ليس مكانًا فحسب، بل هو هوية المتكلم وحاضنة مشاعره.
- الخاتمة: *"وَلَا تَنْسَ يَوْمَ الْعِيدِ؛ أَنْتَ أَنَا"* تؤكد اندماجَ الذات في كيان الوطن.

2. **الفرح (العيد) × الألم (الشوق)**
- *"أَنْتَ الشَّوْقُ يَعْصِرُنَا"*: تظهر مُفارقةٌ عميقةٌ؛ فالعيد يُذكِّر بالغِياب رغم الحضور، وكأن الشوق جزءٌ من هوية الوطن .

3. **العطاء (الغرس) × الوفاء (الحصاد)**
- الصورة الزراعية: *"غَرَسْتَ فِينَا بُذُورَ الْخَيْرِ فَانْتَصَبَتْ*
*فَاقْطِفْ ثِمَارَ الْوَفَا وَاحْصُدْ يَدَاكَ هُنَا"*
تُجسِّد دورةً من التكافل: الوطن يغرس، والأبناء يردون الوفاء.

---

### **ثانيًا: الرموز التي تُعيد تشكيل مفهوم "العيد"**
| **الرمز** | **الدلالة** | **موضع في القصيدة** |
|------------------|---------------------------------------------|-----------------------------------------|
| **الطفولة** | البراءة والذاكرة الجمعية | *"انظر إِلَى الْعِيدِ فِي لَعِبِ الطُّفُولَةِ"* |
| **ابتسامات** | الوحدة الإنسانية في الفرح | *"ابْتِسَامَاتٌ تُعَانِقُنِي"* |
| **الأضحيات** | التضحية الروحية والمادية (ذبح الأضاحي) | *"وَانْحَرْ لِرَبِّكَ ثُمَّ ابْذُلْ وَشَائِجَهَا"* |
| **الصبايا والغناء** | التراث كحصنٍ للهوية | *"وَاشْهَدْ صَبَايَا الْغِنَا فِي بَيْتِ عَائِشَةَ"* |

---

### **ثالثًا: البُعد الإسلامي كفلسفة للوجود**
- يُعيد الشاعر تعريف العيد ليس كمناسبةٍ اجتماعيةٍ فحسب، بل كـ*"فسحة إسلامية"*:
*"وَالْعِيدُ فِينَا هُوَ الْإِسْلَامُ فَسْحَتُهُ*
*كَيْ يَشْهَدَ الْكُفْرُ أَنَّ الْإِسْلَامَ فُسْحَتُنَا"*.
هنا يصبح العيد فعلَ مقاومةٍ ثقافيةٍ ودينيةٍ ضدّ أي محاولةٍ لطمس الهوية .

---

### **رابعًا: التشكيل الإيقاعي وتوظيف الصوت**
- **تكرار حرف النون**: (وطنا، يعصرنا، هنا، هَنَا...) يُشكِّل نغمةً موسيقيةً تُحاكي دندنةَ الترنيمات الشعبية في الأعياد.
- **تقنية اللازمات القافية**: (هنا، هَنَا، لنا، سرائرنا...) تُوحي باتساع الفرح في كل مكان.

---

### **خامسًا: الرسائل الخفية في القصيدة**
1. **الوحدة فوق الفردانية**:
- *"هَذَا هُنَا عِيدُنَا عِيدُ التَّصَافِي بَلْ*
*عِيدٌ بِهِ نَنْمَحِي مِنْ (أَنْتُمْ، وَأَنَا)"*:
إلغاءُ الفردية لصالح "النحن" كتجسيدٍ للجماعة المتآلفة.

2. **الفرح المسؤول**:
- *"نَلْهَوْ وَلَكِنَّ حُدُودَ الشَّرْعِ تَحْرُسُنَا"*:
التذكير بأن الاحتفال لا يعني التحرر من الضوابط الأخلاقية.

---

### **لمحة عن الشاعر: د. جمعة بن خادم العلوي**
هو شاعرٌ عُماني معاصر، يُعرف بغوصه في التراث العُماني والعربي، ودمجه بين الرمزية والصوفية في قصائده. هذه القصيدة نموذجٌ لفكره الذي يجمع بين **حب الوطن** و**العمق الديني** و**الالتزام الاجتماعي**.

---

> القصيدة في مجملها: **صرخةٌ ضد النسيان**.
> فالعيد عند العلوي ليس يومًا في التقويم، بل هو **استعادةٌ دائمةٌ للذات الجماعية** التي تصنعها الذكريات، والتضحيات، والإيمان، والتراب المشترك.
 
### ملاحظات التشكيل:
1. **الروي (قافية النون)**:
- نُصبت أواخر الأبيات بالفتح (ـَنا، ـَنَا) لتناسب الروي المطلوب.
- استُثني بيت: *"نَلْهُو وَلَيْسَ بِيَوْمِ العِيدِ يَوْمَ خَنَا"* (خَنَا: مقصورة على الألف).

2. **الحركات الدلالية**:
- كُسرت "يَـ" في (يَا وَطَنَا) للنداء.
- فُتحت "هُنَا" في كل موضع للإشارة إلى الامتداد المكاني.
- ضُمّت "أَنَا" في السطر الأخير للدلالة على الثبات والهوية.

3. **الوقف والإيقاع**:
- وُضعت الفواصل بين الجمل المتوازية (مثل: لِلْجَارِ، لِلخِلِّ...).
- شُكّلت أواخر الشطر الأول بالسكون أو التنوين لتناسب الوقف.

> القصيدة - بتشكيلها - تُقرأ كأنشودةٍ تتراقص فيها المشاعر بين الحبِّ والوفاء، والفرحِ والاشتياق، فكلُّ حركةٍ فيها تُضفي نغمةً على معناها!
 
عودة
أعلى